قبل يوم من دخول عيد الأضحى المبارك، تتسابق دول الخليج في استقطاب عدد أكبر من السياح في المنطقة عبر العروض المسرحية والحفلات الغنائية، التي تستهوي الشباب الخليجي غالباً، النصيب الأكبر من تلك الحفلات كان من نصيب دولة الإمارات العربية تليها دولة قطر في المجال الغنائي.

أما الكويت فهي سيدة المسرح، حيث جهزت حزمة من المسرحيات المتنوعة، أما في السعودية، بالرغم من الامتعاض والغضب في الشارع السعودي بعد إلغاء حفلتين كان من المزمع إقامتها في الرياض وجدة للفنان محمد عبده، إلا أن أمانة العاصمة الرياض أكدت اليوم الأحد 11 ستبمبر/أيلول 2016 في تصريحات صحفية أنها جهزت عدة عروضا فولكورية وشعبية ورقصات شعبية.

الإمارات تستقطب الشباب

الإمارات تعتبر هي قبلة الشاب الخليجي الأولى في عيد الأضحى المبارك، بعد أن استقطبت عمالقة الفن، يتقدمهم فنان العرب محمد عبده وماجد المهندس ورابح صقر، وفي باكورة الحفلات الغنائية سوف تحيي النجمة اللبنانية ميريام فارس مع النجم العراقي ماجد المهندس حفلة الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2016 في مبنى دبي التجاري العالمي.

كما سيتشارك الفنان السعودي رابح صقر وشما حمدان، حفلة في المكان ذاته في اليوم الثاني من عيد الأضحى 13 سبتمبر/أيلول 2016، ومن المنتظر أن يشهد مبنى دبي التجاري العالمي حضوراً جماهيرياً كبيراً الجمعة المقبلة 16 سبتمبر/أيلول 2016، حيث سيكون على خشبة المسرح منفردا الفنان محمد عبده.

من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري، عن باقة من الأنشطة والاحتفالات، ويتضمن المهرجان باقة من الفعاليات والألعاب النارية والحفلات وعروض الشخصيات الكرتونية والحملات الترويجية، ويستمر على مدار عشرة أيام من الفرح في الفترة من 8 حتى 17 سبتمبر/أيلول 2016، تحت شعار "العيد في دبي.. احتفال يجمعنا".

احتفالات سوق واقف في قطر

وفي قطر، أطلقت الهيئة العامة للسياحة الترفيهية بمناسبة العيد شعار "التقط الفرح"، التي تتواصل على مدى سبعة أيام وتتخللها مجموعة من الفنون، حيث أكدت الهيئة أن الفعاليات سوف تغطي شتى أنحاء قطر، وسوف تقام الاحتفالات الغنائية على مسرح عبدالعزيز بن ناصر بسوق واقف، من أول إلى خامس يوم العيد، وذلك في التاسعة مساء كل يوم وحتى منتصف الليل.

الليلة الأولى من ليال عيد الأضحى المبارك سوف يحيها كل من الفنان فؤاد عبدالواحد وسعد جمعة، وفي الليلة الثانية الفنان حسين العلي والفنان مزعل فرحان، وفي الليلة الثالثة كلا من جاسم محمد وصالح الزجالي، وفي الليلة الرابعة فيصل الراشد وعايض، وفي الليلة الخامسة والأخيرة حمد القطان وجابر الكاسر.

امتعاض كويتي والمسرح يتفوق

وبالرغم من أن هناك حالة امتعاض من الشارع الكويتي لغياب بعض الحفلات الغنائية، إلا أن المسرح الكويتي احتوى الموقف بمسرحيات تجاوز عددها 15 يشارك فيها عمالقة الفن الكويتي، مثل سعد الفرج وطارق العلي الذي يمثل في مسرحية بعنوان "قلب للبيع"، ستعرض على مسرح نقابة العمال في ميدان حولي.

ويواصل الفنان سعد الفرج حضوره المسرحي من خلال مسرحية قالت عنها الصحافة الكويتية إنها هادفة وهي مسرحية تراثية ذات طابع اجتماعي كوميدي وتزخر بالعديد من الأحداث خلال حقبة مهمة، وهي مسرحية "البيدار" بمشاركة جمال الردهان، وسمير عبدالله، وأحمد إيراج، ونور وسلطان الفرج وريم الفضالة.

ويقدم الفنان حسن البلام مسرحية "الحكم لكم"، وهدى حسين مسرحية "عائلة آدم" بمشاركة الفنان عبدالرحمن العقل على مسرح اليرموك.

إلغاء حفلات فنان العرب بالسعودية

بعد أن أحيا الفنان محمد عبده، حفلة غنائية في سوق عكاظ في محافظة الطائف قبل شهر تقريبا من دخول شهر ذو الحجة، ظن السعوديون أنها بداية عودة الحفلات الغنائية للمسرح، وبالفعل أعٌـلن أن ثمة حفلتين في العاصمة الرياض وجدة، لكن الصدمة غير المتوقعة كانت قبيل العيد بأيام، حيث ألغيت الحفلتان، الأمر الذي أثار استهجان الشباب السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد الكاتب السعودي خلف الحربي على صفحته الرسمية في تويتر هذا الأمر ساخراً وقال "لا هيئة الترفيه بتنفع ولا أكاديمية ومجمع الفنون بتحلها، أعيدوا لنا حفلات أم رقيبة، لنستمع لشيلات جديدة"، في إشارة إلى عودة مهرجان الإبل الذي ألغي قبل أقل من سنة.

وتباينت ردود الفعل في السعودية حول الحفلات الغنائية، وذلك بسبب الجدل القائم والاختلاف الشرعي حولها، ففريق يؤيد عودتها وفريق يرى بأن قرار إيقافها صائب.

ولم تقف أمانة الرياض مكتوفة الأيدي وسط هذا الجدل، إذ أعلنت أن المواطن السعودي سوف يكون موعوداً بعروض مختلفة وألعاب نارية سوف تقام في ثلاثة مواقع في العاصمة، منها عروض فلكلورية ورقصات شعبية في الدرعية وساحات قصر الحكم.

كما وعدت كذلك بإقامة مسرحية نسائية خاصة في مركز الملك فهد الثقافي تحت مسمى "كلية المشاغبات" بمشاركة عدد من نجمات الفن المسرحي، إضافة إلى مسرحية للأطفال تعرض في الساعة 11 مساءً.

يعتقدون أن الأغاني محرمة

من جهته عزا رئيس جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي"، سبب غياب الحفلات الغنائية في السعودية، إلى أن هناك تياراً يعتقد بأن الموسيقى والأغاني محرمة شرعاً، وقال البازعي: "هناك عصر ما يسمى بعصر الصحوة بالمملكة، وهو منذ أن خرج وحفلات الغناء غائبة وهو من تسبب في غيابها".

وأشار البازعي إلى أن السعوديين "يشكلون السواد الأعظم من بين الجماهير حضوراً في الحفلات التي تقام في القاهرة ودبي ولندن وبيروت سابقاً"، مراهناً بذلك على نجاح الحفلات الغنائية في السعودية إذا ما عادت.

وفي حديثه حول إلغاء حفلتي محمد عبده في الرياض وجده، أكد البازعي أن ما تداول في الأصل حول إقامتها كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولم يطلع على خطاب رسمي حول الإقامة أو المنع.